بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين
- مخطوط: إرشاد أهل الهمم العلية فيما يطلب منهم من الأدعية النبوية.
- تصنيف: العلامة سيدي عبد الله بن غانم الدرّاجي المسيلي.
- مصدر المخطوط: جامعة تورنتو – كندا [University of Toronto].
- مجموعة: توماس فيشر [Collection: thomasfisher].
- عدد الأوراق: 244.
رابط التحميل
أوله:
"الحمد لله الملهم من شاء لطرق السعادة، فأوصلهم بفضله لنيل الحسنى وزيادة، فخاضوا في بحار كرمه العميقة، واستخرجوا درر المعارف من صميم الشريعة والحقيقة..."
آخره:
"إنتهى نقله البسكري اللهم أعمر قلبي من بوساوس ذكرك واطرد عني وساوس الشيطان "اخرجه أبو بكر بن داود في ذم الوسوسة"هذا ما يسر الله جمعه بقدر الطاقة ولكن يحتاج إلى مزيد تحرير فمن أراد ذلك فعليه بالتنقير والحمد لله العلي الكبير وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسائر أحزابه ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين"
وجاء في أخر ورقه من هذا المخطوط العبارة التالية:
"وكتبت هذه الجمل بعد المقابلة بحسب الطاقة في الحرم النبوي على ساكنه أفضل الصلاة والسلام في ثاني أشرف الربيعين سنة 1286قاله جامعه الفقير غفر الله له الذنب الكبير والصغير والحمد لله رب العالمين"
ترجمة المصنف:
سيدي عبد الله بن غانم الدرّاجي الهذالي المسيلي ( ... – 1296هـ/ ... – 1879م)
السيد عبد الله بن غانم الدراجي الهذالي النجاعي، كان رحمه الله من أهل العلم والدين والزهد واليقين، انتقل من وطنه قسنطينة عالما يريد العلم، متجردا عن الدنيا وأهلها إلى أن لقي الله تعالى بعمل صالح يشهد له به كل من رآه ولازمه، وأصله من فرقة الهذالة من قبيلة أولاد درّاج الضاعنة في الحضنة من أحواز المسلية.
أسفاره ورحلاته:
استوطنت عائلته مدينة قسنطينة، وبها تعلم وانتقل منها إلى تونس عالما، وأخذ في قراءة البخاري دراية ورواية، وحضر لختمه باي تونس سيدي أحمد الحسيني وأعيان المدينة علما وسياسة، فوقع له ما وقع.
وذهب إلى المدينة المنورة فألقى عصا التسيار بها، وأقبل فيها على علوم الآخرة ونشرها، ولقيه بها العلماء زوار الضريح النبوي على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى السلام، وأخذوا عنه وأجازهم، وانتفعوا به، ومنهم في وطننا العلامة العامل الفاضل الورع البركة ابن البركة شيخنا سيدي محمد الحفناوي ابن القطب سيدي علي بن عمرصاحب زاوية طولقة، ومنهم الفقيه المفسر المحدث النحوي الصوفي العالم التقي خاتمة علماء وقته في مدينة الجزائر سيدي الحاج علي بن الحفاف مفتي السادة المالكية بها.
ووقعت بينه وبين صاحب الترجمة مخاطبات في مسائل كثيرة عمل فيها بقوله، ورجع من الحج يحدث عنه بعجائب من المكاشفات والكرمات، ومنهم من استجازه في بلده وأجازه، كشيخنا نخبة العصر ونابغته، قاموس العلوم وقابوسها، حفيدنا سيدي المكيابن القطب سيدي المصطفىبن القطب الشيخ بن عزوز البرجيوالحاصل أن الشيخ عبد الله الدراجي قد انتهى به في المنورة ما انتهى بالشيخ عليش في مصر وبعد كل نهاية بداية، نسأل الله تعالى العفو والعافية في الدارين.
كرامته:
كان الشيخ عالما صارما لا يخاف في الله لومة لائم، فلا يبالي بأمر أمراء المدينة ولا بِنَهيهِم في ما يراه مخالفا للشريعة، حكى أهل الثقة والصدق أنه من مر بالحرم الشريف فوجد فيه نساء الحجاج وأولادهم على حالة تنافي حرمة المحل، فلم يتمالك أن هجم عليهم بعصاه وأخرجهم منه، وصارت ضجة عظيمة انتهى خبرها إلى والي المدينة، فأمر الوالي بأن لا يبقي الشيخ في المدينة بعد ثلاثة أيام، ولما أخبروه بالأمر قال لهم قولوا له هو الذي يخرج من المدينة قبل ثلاثة أيام، وما أصبح الصباح حتى شاع أن الوالي مشرف على الهلاك، وكان كذلك واضطر الوالي بعد المعالجة ونحوها إلى استرضاء الشيخ فرضي عنه وزال ما به.
له من التآليف "إرشاد أهل الهمم العلية فيما يطلب منهم من الأدعية النبوية على اختلاف أحوالهم الزكية"فيه ثمانية فصول في نحو سبعة كراريس ومنها "إتحاف المريدين بتحقيق رابطتهم بالحضرتين".
ومن أحفاده في مدينة الجزائر اليوم قاضي السادة الحنفية الفقيه الشيخ حمو بن الدرّاجي، وأخيه الأديب الأريب علي الدرّاجي مترجم إدارة المجابي الجزائرية.
وفاته:
توفي سيدي عبد الله سنة 1296.
المرجع:
كتاب تعريف الخلف برجال السلف – لأبي القاسم محمد الحفناوي – مطبعة بيير فونتانة الشرقية – الجزائر، ج2 / ص: 234.