بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
- كتاب: زاد المسافر وغُرة محيا الأدب السّافر.
- تصنيف: أبي بحر صفوان بن إدريس التجيبي المرسي.
-إعداد وتعليق: عبد القادر محداد – أستاذ بمدرسة وهران الثانوية – الجزائر.
- دار النشر: بيروت - 1939م - 1358هـ.
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.
رابط التحميل
تعريف موجز للكتاب الذي يعد من نوادر الأدب الأندلسي.
يقول محقق ومقدم هذا الكتاب عبد القادر محداد الأستاذ بمدرسة وهران الثانوية بالجزائر ما نصه:
"قلما يذكر مؤرخو الأدب العربي [زاد المسافر وغُرة محيا الأدب السافر] لأبي بحر صفوان بن إدريس التجيبي المرسي وإذا ذكروه كما حدث لجرجي زيدان وللأب شيخو فإنما يقتصرون على الإشارة الخفيفة إليه غير مبالين بالتعريف به وبقيمته الأدبية والاجتماعية ونظن أننا لسنا بمخطئين إذا قلنا أن الكثيرين ممن ذكروه لم يصلوا إلى اكتشاف ما يتضمنه، وليست هذه حالة الكتب القديمة التي تختص بالأدب الأندلسي ككتاب [نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب] للمقري التلمساني الذي أطنب في ذكره كل الإطناب وسُمي صاحبه أديب الأندلس و[معجم الأدباء] لياقوت و[شرح مقصورة حازم] للقاضي أبي القاسم محمد بن أحمد الغرناطي و[تحفة القادم] لابن الابار القضاعي البلنسي إلخ...
وروى صاحب النفح عن المؤرخ ابن سعيد أن زاد المسافر كان مشهورا عند المغاربة وأكبر دليل على ذلك وجود مخطوطين مغربيين منه في مكتبة الأسكوريال اعتمدنا عليهما لنشر هذا الموضوع، ولا غرابة إذا بلغ زاد المسافر من الشهرة ما بلغ في الأندلس والمغرب فأنه حلقة من سلسلة مجموعات ودواوين شعرية نشرها أدباء الأندلس في مختلف العصور عندما استفحل أمر الأدب في تلك البلاد النائية عن سلطان الخلافة ومركز العروبة وعندما شعر رجال الأدب بها بما لهم من الفضل والمزايا في هذا الباب وأول مجموع من هذا النوع عرفته الأندلس هو على ما نظن كتاب [الحدائق] لابن الفرج الجياني لم يصل إلينا منه إلا قطع مبعثرة ثم كتاب [البديع في وصف الربيع] لأبي الوليد الحميري يختص بوصف الأزهار والحدائق ثم كتاب [الذخيرة في محاسن الجزيرة] لابن بسام أفخم وأثمن من سواه لما يحتوي عليه من فوائد أدبية وتاريخية معا، وفي عصر ابن بسام نفسه أي عصر ملوك الطوائف ألف الفتح بن خاقان مجموعين يتضمنان من الشعر الرائق والسجع الشائق فنونا تتجلى فيها محاسن الأدب الأندلسي ومزاياه ثم جاء أبو بكر صفوان بن إدريسفجمع في كتاب [زاد المسافر] أشعار المولدين من دولة ملوك الطوائف الثانية إلى أواسط العصر الموحدي ولم يكد ينقضي هذا العصر حتى قام أبو عبد الله بن الابار بتتميم عمل صفوان بمجموع سماه تحفة القادم...
والذي نريده بهذا البيان المختصر هو أن الأدب الأندلسي متصل بعضه ببعض وأن لا ثلمة بين العصر والعصر وكل مجموع من هذه المجموعات يمثل عصرا من العصور من الوجهة الأدبية كما يمثله من الوجهة الاجتماعية بتفاوت... فمن هنا تظهر أهمية (زاد المسافر) فهو يشخص الأدب الموحدي كما يشخص المجتمع الموحدي ويمتاز عصر الموحدين بانحطاط الأدب كما يمتاز بانحطاط الأخلاق واختلاف في الإيمان فإن أكثر الشعراء هم من الكُتاب والقُضاة وذوي المناصب الدينية، فشعرهم شعر هزل ومجون ودعابة وألعاب عقلية لا تخلوا من رقة ولكن لا تنتمي إلى الشعر الحقيقي في الكثير من الأوقات إلا من جهة الوزن والقافية...
وأخيرا نقدم جزيل الشكر للأستاذ م.بيريس مدرس بكلية الجزائر الذي ألهمنا إلى هذا العمل وأسدى إلينا بآرائه السديدة.
هذا ونرجو من القراء الكرام أن يغضوا الطرف عما عسى يعتري هذا الكتاب من الهفوات وما الكمال إلى لله سبحانه وهو الموفق للصواب".
*.*.*
ترجمة المصنف:
أبي بحر صفوان بن إدريس التجيبي المرسي: 561– 598.
صفوان بن إدريس بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عيسى بن إدريس التجيبي الكاتب من أهل مرسية يكنى (أبا بحر) أخذ عن أبي القاسم بن حبيش وأبي عبد الله بن حميد وأبي العباس بن مضاد سمع عليه صحيح مسلم وأبي محمد بن عبيد الله وأبي رجال بن غلبون وغيرهم وأجاز له أبو القاسم بن بشكوال وكان من جلة الأدباء البلغاء ومهرة الكتاب الشعراء نافذا مدركا ناقدا مفوها بليغا ممن جمع له التقدم في النظم والنثر وله رسائل بديعة وقصائد جليلة وجمع فيما صدر عنه كتابا ضخما سماه عجالة المحفز وبداهة المستوفز قد حمل عنه وسمع بعض كلامه منه وكان من الفضل والدين بمكان روى عنه أبو الربيع بن سالم وأبو عبد الله بن أبي البقاء وغيرهما وتوفي ليلة يوم الاثنين السادس عشر من شوال سنة 598وثكله أبوه وهو صلى عليه ودفن بإزاء مسجد الجرف من غربي مرسية وهو دون الأربعين مولده سنة 561وقيل سنة ستين.
مصدر الترجمة:
كتاب التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار القضاعي البلنسي (المتوفى: 658هـ).