بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
- كتاب: تاريخ الزواوة.
- المؤلف: الشيخ العلامة أبو يعلى الزواوي.
- المحقق: سهيل الخالدي.
- الناشر: وزارة الثقافة – الجزائر.
- سنة النشر: 2005م.
- رقم الطبعة: الأولى.
- حجم الملف: 5.3ميجا.
- حالة الفهرسة: مفهرس ومنسق.
رابط التحميل
1) حول الكتاب:
عثر المعلق على كتاب تاريخ الزواوة قدرا أثناء إنجازه كتابا عن الجالية الجزائرية في الشام، وقد عثر على نسختين واحدة في مكتبة الأسد والأخرى في مكتبة الظاهرية بدمشق القديمة، وبمساعدة شخصيات من سوريا والجزائر استطاع أن يصل إلى ترجمة موجزة للشيخ الزواوي، فهو من مواليد عام 1862وقام برحلات عديدة إلى القاهرة وباريس ودمشق التي حرر فيها كتابه هذا، وقد توفي عام 1952في الجزائر، وترك عددا من المؤلفات والمخطوطات والمقالات المنشورة في الصحف الجزائرية والمصرية والشامية.
وقد اعتمد الكاتب الصحفي سهيل الخالدي في مراجعته للنسخة الأصلية على مؤلفات أخرى منها: رحلة ابن جبير، والحركة التبشيرية في الجزائر، والأمازيغ وقضيتهم في المغرب الكبير، ليضفي على الكتاب مصداقية أكبر ويؤكد ما وصل إليه الزواوي منذ ما يناهز القرن.
ورد اسم الكتاب والكاتب في نسخته الأصلية كالتالي "كتاب تاريخ الزواوة تأليف الفقير الضعيف الراجي عفو ربه اللطيف السعيد بن محمد شريف أبو يعلى الزواوي"، وطبع في مطبعة الفيحاء بدمشق على نفقة أحد رجال التصوف من المهجّرين الجزائريين، أما سبب تأليف الكتاب فقد ذكره المؤلف في نص إهدائه، وهو إزالة الظلم الذي لحق بتاريخ زواوة جراء الدعوى بأنهم غير عرب، والمؤلف كُتب بلغة عربية جميلة وبأسلوب هو أقرب إلى أسلوب المحدثين منه إلى أسلوب القدامى رغم ما فيه من السجع، وقد حاول التخلص من المنهج القديم ليدخل قدر الإمكان إلى المنهج الحديث، فنجده يذكر مراجعه وكلها من أمهات كتب التراث، كما أشار إلى بعض الصحف والخطب والوقائع التي شهدها، ويبدو أن البحث قد استغرق منه عدة سنوات وعرضه على كثير من مثقفي زمانه، كما ورد في الكتاب.
قسم الزواوي كتابه إلى فصول سبعةمنطقية الترتيب والتصاعد، فقد تحدث عن علم التاريخ وفضله أولا، وخصص الثانيلنسب زواوة وهو أطول الفصول، ليتبعه بفصل في ذكر محامدهم وخصائصهم، ثم برابعفي زواياهم وعلمائهم، والخامسفي عاداتهم والسادسفي المطلوب لإصلاح حالهم، كما خصص الفصل الأخيرللائحة التعليم ونظامه وبيان طرقه.
2) ترجمة المصنف:
أبو يعلى الزواوي: [1862 - 1952]
هو الشيخ العلامة الفقيه السعيد بن محمد الشريف بن العربي من قبيلة آيت سيدي محمد الحاج الساكنة في إغيل زكري من ناحية عزازقة بمنطقة القبائل الكبرى أو زواوة، وينسب إلى الأشراف الأدارسة، ولد حوالي عام 1279الموافق لـ 1862م، درس أولا في قريته فحفظ القرآن الكريم وأتقنه رسما وتجويدا وهو ابن اثنتي عشرة سنة، والتحق بزاوية الأيلولي ومنها تخرج.
ارتحل إلى تونس وقد كان بها سنة 1893م، وكانت له رحلات إلى مصر والشام وفرنسا وذلك قبل سنة (1901)، وفي سنة (1912م) كان في دمشق يعمل في القنصلية الفرنسية، وقد عمل بها إلى غاية سنة 1915م، وفي مدة إقامته هناك نَمَّى معارفه بالأخذ عن علماء الشام وبالعلاقات التي أقام مع الكتاب والأدباء وعلى رأسهم أمير البيان شكيب أرسلان.
ومع بداية الحرب العالمية الأولىاضطُر للخروج من دمشق لاجئا إلى مصر، لأنه كان معروفا بمعاداته للحكومة التركية ومناصرته لأصحاب القضية العربية كما سميت في ذلك العصر، وفي مصر استزاد من العلم بلقاء أهل العلم وأعلام النهضة فيها، وممن جالس وصحب هناك محمد الخضر حسين الجزائري والطاهر الجزائري ومحمد رشيد رضا.
ورجع إلى الجزائر سنة (1920م) بعد انتهاء الحرب فقضي مدة في زواوة، ثم سكن الجزائر العاصمة وتولى إمامة جامع سيدي رمضان بالقصبة بصفة رسمية، ومع كونه من الأئمة الذين رضوا بالوظيفة عند الإدارة الفرنسية فقد تبنى الفكر الإصلاحي بقوة وحماس كبيرين، وعاش محاربا لمظاهر الجهل والبدع والخرافات وكانت له بعد ذلك تنقلات في طلب العلم والدعوة إلى الله منها ما كان إلى بجاية أو البليدة.
كان الشيخ أبو يعلى الزواوي ممن لبى نداء رجال الإصلاح في الجزائر لتأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وقد تولى الرئاسة المؤقتة يومها حتى انتخب المجلس الإداري ورئيسه العلامة ابن باديس، وبعد مضي مدة عن تأسيس الجمعية ترأس لجنة العمل الدائمة بعد انسحاب رئيسها عمر إسماعيل، وهي لجنة كُوِّنت من الأعضاء المقيمين في العاصمة لإدارة شؤون الجمعية لما كان أغلب أعضاء المجلس الإداري المنتخب مقيمين خارج العاصمة بحكم السكن والنشاط. وترأس أيضا مدة لجنة الفتوى وقد نشرت له في البصائر لسان حال الجمعية عدة فتاوى ومقالات.
توفي رحمه الله في 8رمضان 1371الموافق لـ (4جوان 1952م) عن عمر يناهز التسعين، وشيع جنازته خلق كثير وعدد كبير من رجال العلم والفضل، وصلى عليه الشيخ الطيب العقبي.
للترجمة مصادرها ومراجعها.