بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
- كتاب: عبد المؤمن بن علي مؤسس دولة الموحدين.
- المؤلف: صالح بن قربة.
- الناشر: المؤسسة الوطنية للكتاب - الجزائر.
- تاريخ: 1991.
- حجم الملف: 3ميجا
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.
للأمانة الكتاب من مصورات طلبة التاريخ تلمسانجزاهم الله كل خير- فقط قمنا بتنسيقه وفهرسته.
رابط التحميل
ترجمة عبد المؤمن بن علي الكومي الندرومي التلمساني مؤسس دولة الموحدين:
علم من أعلام الجزائر، وواحد من قادتها الفاتحين الذين نشروا رسالة التوحيد في المغرب العربي تحت راية الدولة الموحدية في النصف الأول القرن 12للميلاد .
هو أبو محمد عبد المؤمن بن علي القيسي، الكومي، الندرومي ولد حوالي 487هـ /1094م أو 500هـ /1106م في قرية تاجرة الواقعة على سفح جبل تاجرا بالقرب من هنين شرقا وندرومة غربا، من أعمال تلمسان بالمغرب الأوسط - الجزائر- كان والده "قاضيا"وقيل صانع أواني فخارية، من عائلة بن مجبر من قبيلة كومية التي تنتمي إليها ندرومة كذلك، ينتسب عبد المؤمن إلى قبيلة كومية المشهورة بعددها وشجاعتها ، يتصل نسبه بذرية علي بن أبي طالب (رضي الله تعالى عنه).
نشأ عبد المؤمن محبا للعلم، جادا في طلبه، طموحا في الاستزادة منه كلما سمحت الظروف، بدأ تعليمه في كتاب القرية (تاجرا) أين حفظ القران الكريم وتعلم الكتابة والقراءة بمدينة ندرومة، وألم بالفقه الإسلامي والسيرة النبوية في جامع تلمسان الذي كان مركز الإشعاع الثقافي آنذاك، لكن الرغبة الجامحة في طلب العلم دفعته إلى الترحال صوب المشرق العربي عندما بلغ العشرينمن عمره برفقة عمه مُعرجا على مدينة بجاية عاصمة الحماديين وأقاما بمسجد (الريحانة)، اتصل هناك بالفقيه محمد بن تومرت السوسي وأصبح عبد المؤمن من أقرب ملازمي الفقيه مما جعله يعدل عن السفر إلى المشرق وينكب على طلب العلم من الشيخ الفقيه، أصبح عبد المؤمن من المقربين وأنجب تلاميذه، شارك في الدعوة إلي التوحيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أعجب ابن تومرت بأخلاق التلميذ عبد المؤمن لما لمح من الفطنة والذكاء والشجاعة والنجابة في طلب العلم .
بدأ عبد المؤمن دعوة التوحيد تحت راية شيخه وأطلق علي أتباعه اسم الموحدين ثم غادر بجاية رفقة شيخه متوجها إلى المغرب الأقصى، توقفا بمنطقة السوس حيث بُويع ابن تومرت كمهدي الموحدين سنة 1124م للقضاء علي دولة المرابطين حكام المغرب الأقصى والأندلس، وبعد وفاة المهدي سنة 1130م عين عبد المؤمن علي أميراً على رأس الموحدين ودام قتاله للمرابطين سبع سنوات من 1139م إلى غاية 1461م، فتح إثنائها أزرو والريف ثم مسقط رأسه تاجرا وندرومة ثم وهران وتلمسان، وجدة ، فاس، مكناس ومدن الأندلس، أبرزها اشبيلية، ثم واصل زحفه نحو مليانة، الجزائر، بجاية، قسنطينة، ثم خضعت له بعد ذلك تونس، المهدية، القيروان، سفاقص، سوسة، طرابلس وقابس بفضل الجيش القوي الذي كان قوامه 75000جندي، وسبعينسفينة، أدار وحكم هذه الأقاليم بحكمة وحنكة وفق نظام يقوم على الخليفة والشيخ و ولي العهد والوزير والكتاب وولاة الولايات وجباية الضرائب، عين أولاده على رأس الولايات وعين بجانبهم أبناء شيوخ الموحدين، يعود له الفضل في تأسيس مدينة ندرومة حوالي 1160م على أنقاض مدينة كبيرة لا يعرف تاريخ تأسيسها.
ذكر ابن أبي زرع في كتابه "روض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس"عن صفاته فقال:"... كان أبيض اللون مستويا بحمرة، أكحل العين، أجعد، تام القد، أزج الحاجبين، قويم الأنف، مستدير اللحية، فصيح اللسان، فقيها إماما في النحو اللغة والأدب والقراءة، حسن السيرة، نافد الرأي، ذا حزم وسياسة وشجاعة وإقدام في الحرب، لم يقصد بلدا إلا فتحها...".
توفي سراج الموحدين عبد المؤمن بن علي سنة 1163م بسلا (أو الرباط) بعد مرض خطير لازمه.
ذكره شاعر الثورة مفدي زكريا في إليادة الجزائر:
وتنجب ندرومة الخالدين ***فتعلى الجزائر منا الجبين
ويصنع وحدتنا ابن علي ***فيرفع رايتـها باليمين
للترجمة مصادرها ومراجعها