بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
- كتاب: الرايس حميدو أميرال البحرية الجزائرية 1770- 1815م.
- المؤلف: علي تابليت.
- الناشر: دار ثالة- الأبيار، الجزائر.
- تاريخ الإصدار: 2006.
- عدد الصفحات: 36.
- حجم الملف: حوالي 1ميجا.
رابط التحميل
للأمانة الكتاب من مصورات [طلبة التاريخ تلمسان] أحسن الله إليهم.
لمحة تاريخية:
بحار مجاهد من أبطال هذه الأمة المجيدة، ولد في أرض البطولة والإقدام، أرض المليون شهيد، سطر أروع البطولات وأعظم التضحيات ومات مجاهدا مرابطا في سبيل الله... فمن يكون ؟
أنه البطل العظيم محمد بن علي الملقب بـ حميدو، ولد في حي القصبة بالجزائر العاصمة سنة 1770، وقيل 1773م، كان أبوه خياطا بسيطاً ومعروفا عند أهل القصبة، وهو من عائلة جزائرية تعود جذورها إلى مدينة يسر، ويسر هي عاصمة إمارة الثعالبة في القرن الرابع عشر الميلادي، والثعالبة قبيلة عربية تعود في نسبها إلى بني ثعلبة بن بكر بن وائل إحدى قبائل ربيعة بن نزار، واليها ينتسب سلطان الأولياء فخر الجزائر المحروسة سيدي عبد الرحمن الثعالبي قدس الله سره.
عشق حميدو البحر وتوجه إليه منذ صغره فكان يتردد على السفن ويشارك البحارة في رحلاتهم مثل الريس شلبي الذي أعجب بشجاعته وبحنكته الفريدة، قدر عدد البحارة الجزائريين في عهد الرايس حميدو أشهر قادة البحرية الجزائرية إلى أكثر من 130ألف بحار، وسطع نجم البحرية الإسلامية الجزائرية في ذلك الوقت وتمكن الأسطول الجزائري من الوصول بعملياته إلى اسكتلندا والمحيط الأطلسي.
في سن الخامسة والعشرينأصبح حميدو “ريس” وترقى من بحّار إلى ضابط، ثم إلى أمير للبحر وأصبح يقود أسطولا في مياه مرسى وهران، كان صعود الرايس حميدو وتسيّده على إمارة البحرية الجزائرية يتوافق مع قيام الثورة الفرنسية ومجيء نابليون للحكم، وما أعقبه من فوضى عارمة في أوروبا، تمكن خلالها الرايس حميدو من انتهاز هذه الفرصة لتقوية الأسطول الجزائري .
في إحدى معاركه البحرية استطاع أن يستولي على واحدة من أكبر سفن الأسطول البرتغالي والمزودة بـ 44مدفعا وعلى متنها أكثر من 280بحارا، ثم أضاف إليها سفينة أميركية هذا بالإضافة إلى سفينته الخاصة، وأصبح أسطوله الخاص هذه السفن الثلاث، ومنأربعةوأربعينمدفعا فرضت سيادتها على البحر لأكثر من ربع قرن.
في زمن قيادته للبحرية الجزائرية فرض الرايس حميدو ضريبة على الولايات المتحدة، فبعد أن نالت أميركا استقلالها عن بريطانيا بدأت السفن الأميركية ترفع أعلامها لأول مرة اعتبارا من سنة 1783م، وأخذت تجوب البحار والمحيطات.
وقد تعرض البحارة الجزائريون لسفن الولايات المتحدة فاستولوا في يوليو 1785م على إحدى سفنها في مياه قادش، بعد ذلك استولوا على إحدى عشرةسفينة أخرى تابعة للولايات المتحدة الأميركية وساقوها إلى السواحل الجزائرية.
ونظرا ولحداثة استقلال الولايات المتحدة ولعدم امتلاكها قوة بحرية رادعة، فقد كانت عاجزة عن استرداد سفنها بالقوة العسكرية، لذا فقد اضطرت إلى الصلح وتوقيع معاهدة مع الجزائر في 5سبتمبر 1795م ، تدفع بموجبها واشنطن مبلغ 62ألف دولار ذهبا للجزائر لقاء حرية المرور والحماية لسفنها في البحر المتوسط.
وفاته:
نال الريس حميدو الشهادة في معركة “كيب جاتا” الغير متكافئة، حيث كان يقود سفينته “مفتاح الجهاد” مقابل تسعة سفن حربية أمريكية عندما أصابته قذيفة مدفع قوية استشهد على إثرها، في يوم 16يونيو 1815.
وأم حاكم البلاد حينها الداي عمر باشا شخصيا صلاة الغائب التي أداها الجزائريون على روح بطل الإسلام الرايس حميدو، وأعلن الحداد في كل أنحاء ولاية الجزائر.