بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
- كتاب: حياة الأمير عبد القادر.
- المؤلف: شارل هنري تشرشل.
- ترجمة وتحقيق وتقديم: أ.د.أبو القاسم سعد الله ~ رحمه الله.
- الناشر: الدار التونسية للنشر ~ تونس.
- تاريخ النشر: 1974.
- عدد الصفحات: 336.
- حجم الملف: 12ميجا.
- حالة الفهرسة: منسقة ومفهرسة.
رابط التحميل
مقدمة المترجم:
يقول مترجم ومحقق هذا الكتاب الأستاذ الدكتور أبو القاسم سعد الله رحمه الله: "... تعود صلتي بهذا الكتاب إلى عدة سنوات مضت عندما كنت أعد رسالتي للدكتوراه، وقد عزمت يومئذ على نقله إلى العربية لاقتناعي بأهميته ذلك أن المؤلف قد جمع فيه وثائق أصلية يبدوا أنه قد حصل عليها من الأمير نفسه أو من عائلته مباشرة، وأهم من ذلك أنه كتبه كما يقول من إملاء الأمير نفسه، فهو حينئذ نوع من الترجمة الذاتية، وبالإضافة إلى ذلك أن معظم الذين ترجموا للأمير كانوا يستخدمون تشرشل كمصدر عام من مصادرهم، ولا نستثني من ذلك الأمير محمد صاحب ((تحفة الزائر))الذي كثيرً ما نقل عنه الفقرات الكاملة دون أن يذكر بالاسم أو يذكره بقوله: قال تشرشل أو قال أحد مؤرخي الإنكليز، إلخ كما لا نستثني من ذلك بول أزان صاحب ((الأمير عبد القادر))ولا يكاد يخلوا مصدر من مصادر ترجمة الأمير من ذكر كتاب تشرشل، وسنتعرض لأهمية الكتاب التاريخية بعد قليل...
... أما تشرشل فقد عزم على كتابة سيرة شخصية للأمير، وأثناء شتاء سنة 1859- 1860أقام تشرشل في دمشق لتنفيذ مشروعه فاتفق مع الأمير على الجلوس معه ساعة يومياً طيلة خمسةشهور، ومن هذا ((الإملاء الشخصي)) والوثائق الأصلية التي حصل عليها المؤلف ولد هذا الكتاب.
ومن حق الباحث أن يتساءل لماذا أخر تشرشل كتابة كتابه حوالي عشرسنوات (1855-1864)؟ هل كانت تنقصه الوثائق الضرورية أو كان ينتظر الفرصة المواتية، أو أن الأحداث لم تتطور بعد لتجعل من الأمير محط الأنظار من جديد، أو كان تشرشل مشغولاً بأمور أخرى؟ على كل حال إن هذه الأسئلة لا يُجيب عليها الكتاب، ولعلها ستظل بدون جواب حتى يظهر من الوثائق ما يكشف الحقيقة...
...ومهما كان الهدف السياسي لتشرشل من كتابة سيرة شخصية للأمير فإن عمله الذي جاء نتيجة تعارف وصداقة بينه وبين الأمير دامت حوالي عشرسنوات، يعتبر من أفضل ما كُتب عن الأمير حتى الآن، وإني أرجوا أن يجد فيه القارئ المتعة التي وجدتها قارئاً ومترجماً، كما أرجوا أن يكون هذا العمل مساهمة مثمرة في التعريف بالجوانب الوطنية والعربية والإنسانية للأمير عبد القادر، ومساهمة أيضا في حركة ربط الحاضر بالماضي التي هي هدف من أهداف الثورة الجزائرية، لأن الأمير عبد القادر مهما قيل عنه، لم يكن مجرد بطل مقاومة، ولكنه كان بالإضافة إلى ذلك رمز حضارة وصوت تاريخ، وحسب المرء أن يسعى".
مدينة معسكر، يوم الجمعة 1971/8/13.
أ.د. أبو القاسم سعد الله