بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
- كتاب: مذكرات سيمون بفايفر، أو لمحة تاريخية عن الجزائر.
- تقديم وتعريب: د.أبو العيد دودو - رحمه الله.
- الناشر: الشركة الوطنية للنشر والتوزيع - الجزائر.
- تاريخ الإصدار: 1974.
- عدد الصفحات: 124.
- حجم الملف: 3ميجا.
- حالة الفهرسة: منسقة ومفهرسة.
رابط التحميل
حول الكتاب:
"عاش سيمون بفايفر في مدينة الجزائر حولي خمس سنوات، قضاها كلها في قصر الخزناجي أفندي، حيث اشتغل سنتين في مطبخه، يقوم بمختلف الأعمال المنزلية، ثم أصبح طبيبه الخاص، فأتاح له هذا المركز الجديد أن يطلع على كل ما يجري في المدينة ونواحيها، وذلك بفضل علاقاته المباشرة بعدد من الشخصيات من داخل القصر وخارجه، ومن هنا جاء كتابه حافلاً بالوقائع والأحداث التاريخية، التي يتعذر العثور عليها من مصدر آخر، لقد حاول الكثير ممن أرخوا للحملة الفرنسية أن يتحدثوا عن أوضاع الجزائر الداخلية، ولكن ما كتبوه عنها لا يتعدى الملاحظات العابرة، التي تبدوا تافهة إذ قورنت بالصورة التي يقدمها لنا بفايفر، هذا بغض النظر عن خلوها من النظرة الموضوعية في كثير من الأحيان.
ولا أضنني مبالغاً إن أضفت إلى ذلك شيئاً آخر، وهو أن بفايفر يفضل حتى من عاصروا الأحداث التي يرويها، وتحدثوا عنها في كتاباتهم، فالتفاصيل التي ذكرها لا نجدها حتى عند حمدان خوجة، وهو معاصر لبفايفر وشاهد عيان مثله، فقد اكتفى حمدان خوجة بالإشارة إلى بعض الوقائع دون الاهتمام بتفاصيلها، في حين تعرض لها بفايفر وأسهب في الحديث عنها، ولم يخف شيئاً مما وصل إلى سمعه عنها، فكتاب المرآة لا يقدم مثلا وصفاً مفصلاً للمعركة البحرية، التي وقعت أثناء الحصار ولا لما حدث بعد ذلك في شرق مدينة الجزائر، مما نجده مفصلاً في كتاب بفايفر، أما ما كتبه أحمد أفندي فهو لا يتعدى بضع صفحات، فيها إشارات خفيفة إلى الأحداث التي وقعت آنذاك، وقد وصف هذا المؤلف نفسه بأنه جزائري، ولعله جزائري منشأ، ولكنه لم يكن جزائرياً روحاً، فقد أنهى رسالته عن احتلال الجزائر بعبارة غامضة في الترجمة العربية، ولكنها واضحة في الترجمة الفرنسية وفي النص التركي كل الوضوح، وتعني (انظر المجلة الآسيوية، 20، ص 329) أن أمر الجزائر قد انتهى، ولكن هذا شيء غير مهم، المهم أن يعيش سلطاننا، فإن له حيثما نظر منطقة أكثر ازدهاراً وثباتاً من الجزائر، وهذا الاعتراف يفسر لماذا تخلى الأتراك عن الجزائر بسهولة !
فمذكرات بفايفر إذن وثيقة تاريخية خطيرة، لا يجوز بأي حال من الأحوال إهمالها عند إعادة كتابة تاريخ الجزائر، وهذا ما دفعني إلى نقلها إلى لغتنا الوطنية..."
أبو العيد دودو – الجزائر 1973/1/13