Quantcast
Channel: مدونة برج بن عزوز
Viewing all articles
Browse latest Browse all 601

ترجمة صاحب وسيلة المتوسلين سيدي بركات العروسي

$
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.




سيدي بركات محمد العروسي القسنطيني صاحب وسيلة المتوسلين / (ت: 897هـ = 1492م).


1) كلمة شكر:

بادئ ذي بدء أود أن أتوجه بأسمى معاني الشكر والامتنان للباحث الجزائري الأستاذ د.محمد قويدري بن الطاهرالذي قدّم لي يد العون وأمدني بالعديد من المصادر والمراجع والوثائق الهامة التي لولاها ما تمكنت من إنجاز هذه الترجمة، التي أحسبها إلا ثمرة من ثمرات توجيهاته لي، والله أسئل أن يتقبل منه ويكون عمله هذا خالصا لوجه الكريم.

*.*.*

2)الترجمة:

هو العارف بالله سيدي بركات محمد العروسي القسنطيني، فقيه وأديب ومتصوف عاش في قسنطينة المحروسة في القرن التاسع الهجري، الخامس عشر الميلادي، وهو ابن سيدي أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الدائم الشهير بـ "ابن عروس بن عبد القادر التميمي الهواري"[1] المولود  في حدود أحد وثمانين وسبعمائة (781هـ / 1379م) بقرية من الجزيرة القبيلة تسمّى بالمزاتين، والتي تبعد مسافة خمسين ميلا عن مدينة تونس العاصمة، والمتوفي أيضا بتونس في سنة 868هـ، / 1463م، وضريح والده موجود قرب جامع الزيتونة، بزاويته المعروفة باسمه المحاذية لجامع حمودة باشا بالنهج الحامل لاسمه بأرباض المدينة العتيقة قرب بطحاء باب سويقة وقرب حي الحفصية [2] وهو من المزارات الشهيرة بتونس.




 وللعلامة الشيخ سيدي عمر بن علي الراشدي الجزائري كتابا أفرده في ذكر مناقب والد صاحب الترجمة سماه بـ "ابتسام الغروس ووشي الطروس في مناقب سيدي أحمد بن عروس" [3]  ذكر فيه جملة من مناقب وكرامات وآثار الشيخ رضي الله عنه، وهو من ومعاصري سيدي أحمد بن عروس ومريديه، وقد حضر جنازته.

***

نشأ سيدي بركات محمد العروسي في نواحي بسكرة[4]، في عصر كثُر فيه الصالحون والمتصوفة منهم سيدي محمد بن محمد الفراوسني البجاوي، وسيدي عيسى بن سلامة البسكري، وسيدي بركات محمد العروسي صاحب الترجمة متصوف وأديب وشاعر كبير، قضى حياته كلها في الزهد والعبادة ومجاهدة النفس، شيخا عارفا بالله، معظما عند الخاصة والعامة مشهودا له بالتقوى والصلاح وبحبه الكبير لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظم العديد من القصائد والمدائح النبوية الشريفة وكتب في المواعظ وتنبيه الغافلين في ذكر الله ودرع العصاة، وعرفت المجالس التي كتبها في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم شهرة كبيرة ويحتوي كتابه (وسيلة المتوسلين في الصلاة على سيّد المرسلين) على "أربعة وعشرون"مجلسا للذكر، أضاف إليها الشيخ سيدي محمد بن عزوز البرجي البسكري، مجلسين "اثنين"ليوافق ختمة نهاية فصل الشتاء "ستة وعشرون"مجلسا، إذ جرت العادة بقراءته في فصل الشتاء في كل يوم جمعة في المساجد والزوايا في بلدان المغرب العربي كلها، وفي معرض ذلك جاء في الصفحة 200وما بعدها من هذا الكتاب ما يلي:

".. قال مؤلف هذين المجلسين العالم العامل العلامة البحر الفهامة العلم الشهير والدراك النحرير الشيخ سيدي محمد بن عزوز برد الله ضريحه، وسقى بوابل غيث الرحمة روحه وأعاد علينا والمسلمين من المتوسلين في فصل الشتاء بنحو الجمعة، فألحقت هذبن المجلسين من كلام أولياء الله تعالى ليوافق تمام الشتاء تمامه قاصدا وجه الله العظيم.."أهـ. [5]

 وما تزال بعض المساجد والزوايا في الجزائر تقرأه لحد الآن، والذي انتهى من تأليفه يوم الأحد الرابع من شهر شعبان من سنة 877هـ الموافق لـ 1472إفرنجي.


*.*.*

قام بطبعه السيّد بومدين الحاج بن زين محمد الكُتبي ببلدة أولاد جلال، من عمالة بسكرة بمطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر سنة 1384هـ/ 1965م، أيضا طُبع الكتاب بتونس دون ذكر تاريخ الطبع على نفقة الشيخ أحمد بن حفيظ بن الحاج قسّوم خراشي البسكري، في حوالي 160صفحة، على يد ناسخه أحمد بن بلقاسم بن المبارك بن الصغير بن القريشي الدراجي، وقد فرغ من نسخه كما هو مدون في نهاية الكتاب: صبيحة يوم الثلاثاء الثامن عشر من شهر ذي القعدة الحرام عام سبعة عشر وثلاثماية وألف 1317هـ.

*.*.*

يذكر الناشر في مقدمة هذه الطبعة قصة غريبة في سبب تأليف سيدي بركات العروسي لكتابه هذا، مفادها أن المؤلف أي "سيدي بركات"كان كاتبا لدى باي قسنطينة ! فمرّ ذات يوم وهو راكب على بغلة، فسقط منه القلم الذي كان يُدَّون به، فطلب من أحد المارّين أن يناوله إياه فرفض هذا الأخير وقال له: أنت من أعوان الباي والقلم هذا لطالما كتب المظالم وأخاف الله أن ألمسه، ولهذا لن أعينك على معصية...ولأجل هذا "يقول الناشر"كان سببا في توبة المؤلف ومن ثَم تصنيفه لهذا الكتاب؟ !.



وسيلة المتوسلين (طبعة تونس) ص:3.

وتجدر الإشارة أنه خِلافا للرواية الواردة أعلاه، فإن تاريخ وفاة سيدي بركات العروسي المتفق عليه هو سنة 897هـ ثمانمائة وسبعة وتسعون هجرية الموافق لعام 1492ميلادي وذلك في العديد من المراجع مثل ما جاء في هدية العارفين ومعجم المؤلفين، وكلاهما أثبتوا أنه كان حيا قبل 1492م، أيضا كتاب تاريخ قسنطينة أم الحواضر في الماضي والحاضر، وغيره من الكتب... وهي السنة عينها التي سقطت فيها غرناطة ! ما يعني أنه لا يتوافق إطلاقا مع تواجد البايات في مدينة قسنطينة ويتعارض تماما حتى مع تاريخ التواجد العثماني في الجزائر!! مما يجعل من الرواية بلا سند تاريخي وليس لها ما يبررها ويسندها، كما تجدر الإشارة أننا نجهل السبب الحقيقي الذي لأجله أورد الناشر أحمد بن حفيظ بن الحاج قسّوم خراشي البسكري‏ "طبعة تونس"هذه الرواية وما الغاية من ذلك.. وللقارئ أن يتأمّل ويتدبّر في الأمر.

وأخير قام بطبعه شيخ الزاوية القادرية ببسكرة المحروسة سيدي الشاذلي الشاذلي سنة 2010م.

*.*.*

وعند وفاته دفن بقسنطينة في الجامع المعروف باسمه ( جامع سيدي بركات العروسي) والكائن بناحية الكازينو رحبة الزرع القديمة بقسنطينة، وهو أول مسجد هدمه الفرنسيون عند احتلالهم المدينة مساء الجمعة يوم 13/10/1897م ولم يبق له أثر.

*.*.*

من إعداد الأستاذ / قويدري محمد بن الطاهر، باحث في التاريخ ومفتش بوزارة العدل – الجزائر... مع إضافات من العبد الفقير الذليل المفتقر إلى رحمة المولى الجليل صاحب هذه المدونةصلاح.


3) مراجع:

•    كتاب إرشاد الحائر إلى آثار أدباء الجزائر، من تأليف:  محمد بن رمضان شاوش، والغوثي بن حمدان.
•    تاريخ مدينة قسنطينة أم الحواضر في الماضي والحاضر، تأليف: محمد المهدي بن علي بن شغيب.
•    أعلام التصوف، تأليف: أ.د.عبد المنعم القاسمي الحسني.
•    معجم أعلام الجزائر- عادل نويهض.
•    هدية العارفين (3/42) في اسم بركات.
•    معجم المؤلفين لـ عمر رضا كحالة، ص: 424،  رقم الترجمة: 3181، مؤسسة الرسالة.


4) هوامش:

•    [1] أنظر: كتاب "ابتسام الغروس ووشي الطروس في مناقب سيدي أحمد بن عروس"، لمؤلفه عمر بن علي الراشدي الجزائري، ص:191، الطبعة الأولى، مطبعة الدولة التونسية 1303.
•    [2] أنظر كتاب "دراسات في الأدب الشعبي التونسي"للباحث التونسي جلول عزونة، دار سحر للنشر- تونس.
•    [3] أنظر معجم أعلام الجزائر، تأليف: أ.د.عادل نويهض- ص: 146، الطبعة الثانية 1980، بيروت.
•    [4] أنظر كتاب "إرشاد الحائر إلى آثار أدباء الجزائر"الجزء الأول، ص: 374، ذكر أنه عاش في مدينة بسكرة.
•    [5] أنظر كتاب "الشيخ محمد بن عزوز البرجي وكتابه قواطع المريد"لمؤلفه د.كمال عجالي.

Viewing all articles
Browse latest Browse all 601

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>